Admin صاحب الموقع
عدد الرسائل : 326 العمر : 33 العمل/الترفيه : البورصة رقم العضوية : 1 اعلام الدول : المزاج : المهنة : الهواية : كيف تعرفت علينا : اخر تاريخ التسجيل : 09/07/2008
| موضوع: حديث جميل جدا للمتزوجين والمقبلين (حديث أم زرع) السبت أغسطس 16, 2008 1:42 pm | |
| أقدم للجميع حديثاً رائعاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم برواية عائشة - رضي الله عنها - وهو حديث : " أم زرع "
والشرح للشيخ " أبو إسحاق الحويني " والحديث رواه الإمام البخاري والإمام مسلم والنسائي . قالت عائشة رضي الله عنها وهي تقص على النبي عليه الصلاة والسلام حكاية : جلست إحدى عشرة امرأة فتعاهدن وتعاقدن ألا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئاً . قالت الأولى : زوجي لحم جمل غث ، على رأس جبل وعر، لا سهل فيرتقى ، ولا سمين فينتقى . وقالت الثانية : زوجي لا أبث خبره، إني أخاف ألا أذره، إن أذكره أذكر عجره وبجره وقالت الثالثة : زوجي العشنق ، إن أنطق أطلق ، وإن أسكت أعلق . وقالت الرابعة : زوجي كليل تهامة ، لا حر ولا قر ، ولا مخافة ولا سآمة . وقالت الخامسة : زوجي إذا دخل فَهِد ، وإن خرج أسد ، ولا يسأل عما عهد . وقالت السادسة : زوجي إذا أكل لف ، وإذا شرب اشتف، وإذا اضطجع التف ، ولا يولج الكف ليعلم البث . وقالت السابعة : زوجي عيايا أو غيايا ، طباقا ، كل داء له داء ، شجك أو فلك أو جمع كلاً لك. وقالت الثامنة : زوجي المس مس أرنب ، والريح ريح زرنب . وقالت التاسعة : زوجي رفيع العماد ، طويل النجاد ، عظيم الرماد ، قريب البيت من الناد . وقالت العاشرة : زوجي مالك ، وما مالك! مالك خير من ذلك ، له إبل كثيرات المبارك قليلات المسارح ، إذا سمعن صوت المزهر أيقن أنهن هوالك . وقالت الحادية عشرة : زوجي أبو زرع فما أبو زرع ! أناس من حلي أذني ، وملأ من شحم عضدي ، وبجحني فبجحت إلي نفسي ، وجدني في أهل غنيمة بشق فجعلني في أهل صهيل وأطيط ودائس ومنق ، فعنده أقول فلا أقبح ، وأرقد فأتصبح ، وأشرب فأتقمح .
أم أبي زرع فما أم أبي زرع ! عكومها رداح ، وبيتها فساح . ابن أبي زرع فما ابن أبي زرع ! مضجعه كمسل شطبة ، ويشبعه ذراع الجفرة . بنت أبي زرع فما بنت أبي زرع ! طوع أبيها ، وطوع أمها ، وملء كسائها ، وغيظ جارتها . جارية أبي زرع فما جارية أبي زرع ! لا تبث حديثنا تبثيثاً ، ولا تنقث ميرتنا تنقيثاً ، ولا تملأ بيتنا تعشيشاً . قالت : فخرج أبو زرع والأوطاب تمخض، فلقي امرأة معها ولدان لها كالفهدين، يلعبان من تحت خصرها برمانتين ، فطلقني ونكحها ، فنكحت بعده رجلاً ثرياً ، ركب سرياً ، وأخذ خطياً ، وأراح علي نعماً ثرياً ، وأعطاني من كل رائحة زوجاً ، وقال : كلي أم زرع وميري أهلك ، قالت : فلو أني جمعت كل شيء أعطانيه ما بلغ أصغر آنية أبي زرع . فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة - رضي الله عنها - : كنت لك كـأبي زرع لـأم زرع " . وفي رواية النسائي قال لها : " ولكني لا أطلقك "، هذه الزيادة .
عدل سابقا من قبل Admin في الأحد أغسطس 17, 2008 4:19 pm عدل 1 مرات | |
|
Admin صاحب الموقع
عدد الرسائل : 326 العمر : 33 العمل/الترفيه : البورصة رقم العضوية : 1 اعلام الدول : المزاج : المهنة : الهواية : كيف تعرفت علينا : اخر تاريخ التسجيل : 09/07/2008
| موضوع: رد: حديث جميل جدا للمتزوجين والمقبلين (حديث أم زرع) السبت أغسطس 16, 2008 1:42 pm | |
| شــرح الحـديـث : خبر المرأة الأولى : بدأت القصة بامرأة أردت زوجها صريعاً بالضربة القاضية في الجولة الأولى، تقول: " زوجي لحم جمل غث " ، الغث : هو الرديء ، تشبهه بأنه لحم جمل رديء ، ومعلوم أن أغلب الناس ليس لهم شغف بلحوم الجمال ، وهذا اللحم مع أنه لحم غير مرغوب فيه ، فهو غث أيضاً ، أي : لو كان لحماً جملياً نظيفاً، أو كان لحم قعود صغير لقبلناه على مضض، لكنه جمع ما بين أنه لحم جمل وبين أنه غث ورديء أصلاً . تقول : " زوجي لحم جمل غث، على رأس جبل وعر " ، قليل من لحم جمل على قمة عالية ، ومن الذي سيصعد ويجهد نفسه ويتسلق الجبل لأجل قليل من لحم غث ؟ فهي تقول : " على رأس جبل وعر، لا سهل فيرتقى ولا سمين فينتقى " ، أي : ليس جبلاً سهل المرتقى ، فيمكن الصعود عليه لنأكل اللحم الذي عليه، وليت الجبل إذ هو وعر أن يكون هذا اللحم لحم ضأن مثلاً أو نحوه. وهي تريد بهذا أن تقول : إن الرجل جمع ما بين سوء الخلق وسوء المعشر ، فأخلاقه سيئة جداً لدرجة أنك إذا أردت أن ترضيه كأنك تتسلق جبلاً . وهناك بعض الناس هكذا ، إذا أردت أن ترضيه تبذل جهداً عظيماً حتى يرض عنك، فأخلاقه وعرة كوعورة الجبل، فهي تصف زوجها بهذا . خبر المرأة الثانية وقالت المرأة الثانية : " زوجي لا أبث خبره ، إني أخاف ألا أذره ، إن أذكره أذكر عجره وبجره " . تقول : أنا لن أتكلم، ولا أبث خبره ، ومع ذلك فقد تكلمت ! وفي الرواية الأخرى : " زوجي لا أثير خبره ، إني أخاف ألا أذره " ، يقول العلماء : إن " لا " هنا زائدة ، والمعنى : إني أخاف أن أذره ، أي أخاف أن يطلقني لو أفشيت خبره ، وإذا تكلمت سأذكر عجره وبجره . وأصل العجر هو : انتفاخ العروق في الرقبة ، والبجر : انتفاخ السرة ، فكأنها قالت : له عيوب ظاهرة وباطنة ، فكنت عن العيوب الظاهرة بالعجر، الذي هو انتفاخ العروق، وهذا فيه تشويه لجمال الرقبة ، فكأنها تصف هذا الرجل أن عيوبه الظاهرة ظاهرة وجلية ومعروفة غير مستترة ، وله عيوب خفية لا تعرفها إلا المرأة ، وكنت عنها بالبجر، الذي هو انتفاخ السرة . ومنه قول علي - رضي الله عنه - في يوم الجمل : " إلى الله أشكو عجري وبجري " ، وهذه المرأة أيضاً تذم زوجها . خبر المرأة الثالثة ثم قالت المرأة الثالثة : " زوجي العشنق " ، العشنق : هو الطويل المغفل الذي بلا منفعة ، والعلماء يقولون : إن العشنق رأسه صغير وقامته طويلة ، وفيه تباعد ما بين الدماغ والقلب ، فيمكن أن تنقطع الصلة بينهما فيبقى عنده عقل بلا قلب ، أو قلب بلا عقل ، تقول : " زوجي العشنق ، إن أنطق أطلق ، وإن أسكت أعلق " ، فلا حيلة لها معه ، وفي الرواية الأخرى : " وأنا معه على حد السنان المذلق " ، أي : تعيش معه على شفا جرف هار، فلا اطمئنان على الإطلاق في حياتها مع هذا الرجل ، فهذا الرجل بلغ من سوء خلقه أنه لا يتيح لها الفرصة لا لتتكلم ، ولا لتسكت ، فعلى كلا الحالين إذا سكتت أو تكلمت فإنه سيطلقها ، لكن هي تحبه ، أو أنها تريد أن تعيش معه ليطعمها ، فهي تسكت على سوء خلقه ، ولو سكتت فإنه يعلقها فلا هي متزوجة ولا هي مطلقة . خبر المرأة الرابعة أما المرأة الرابعة فقد وصفت زوجها وصفاً جميلاً ، وهي أول امرأة تصف زوجها بخير ، تقول : " زوجي كليل تهامة " ، ومعروف أن ليل تهامة من أفضل الأجواء .. " زوجي كليل تهامة ، لا حر ولا قر ولا مخافة ولا سآمة " ، أي : لطيف المعشر ، وحسن العشرة ، " لا حر " : أخلاقه ليست شديدة ، " ولا قُر " : أي : ليس بارداً ، " ولا مخافة ولا سآمة " ، فالمرأة تأخذ راحتها في الحوار ، فتتكلم معه ولا تسكت . خبر المرأة الخامسة وقالت الخامسة : " زوجي إذا دخل فهِد ، وإذا خرج أسد ، ولا يسأل عما عهد " . اختلف شراح الحديث هل قولها هذا خرج مخرج الذم أم خرج مخرج المدح ؟ لكن الظاهر أنه خرج مخرج المدح ، فقولها : " زوجي إذا دخل فهد " يقولون: من طبع الفهد - وهو الحيوان المعروف - أنه كثير النوم ، فهي تصفه بالغفلة، والرجل الذي يزيد ذكاؤه عن الحد، والذي يتتبع كل صغيرة وكبيرة ، رجل متعب جداً ، فلا بد من شيء من التغافل . قيل لأعرابي : من العاقل ؟ قال : " الفطن المتغافل " . يعني : الذي يتجاهل بإرادته ، وليس لازماً أن يُعرفها أنه يعرف ، ولكنه يتجاهل بإرادته ؛ لأن هذا يضيع حلاوة التغافل . خبر المرأة السادسة وقالت السادسة : " زوجي إذا أكل لف ، وإذا شرب اشتف ، وإذا اضطجع التف ، ولا يولج الكف ليعلم البث " . " إذا أكل لف " : يلف : أي : يأكل من كل الأطباق ، ولا يترك صنفاً إلا ويأكل منه ، " وإذا شرب اشتف " ، أي : يستمر يشرب حتى لا يبقي شيئاً ، فهو نهوم ، أكول ، وهذا يدل على أن المرأة ماهرة ، فما ترك شيئاً إلا أكل منه، ويشرب بنوع من النهم، وتكون النتيجة أنه عندما ينام يلتف لوحده ، هذا هو الجزاء ، ولا يشكر هذه المرأة التي طعامها جميل ، وشرابها جميل ، لدرجة أنه يأكل بشره ، بل يكافئ المرأة بأنه إذا اضطجع التف ، فهي تشتكيه . خبر المرأة السابعة وقالت السابعة - وهذه ما تركت شيئاً في الرجل - : " زوجي عيايا غيايا طباقا " ، " عيايا " : من العي ، " غيايا " : من الغي ، وهو الضلال البعيد ، " طباقا " : مقفل لا يتفاهم ، " كل داء له داء " : كل عيوب الدنيا فيه ، كل داء تجده فيه . " شجك " يجرح وجهها ، " أو فلك " يكسر عظمها ، " أو جمع كلاً لك " ، أي : إما يشج رأسها فقط ، وإما يكسر عظمها فقط ، وإما يكسر عظمها ويشج رأسها ، فهذا الرجل عنيد جداً . خبر المرأة الثامنة وقالت الثامنة : " زوجي المس مس أرنب ، والريح ريح زرنب " . وهي تمدحه " مس أرنب " أي : ناعم البشرة ، ناعم الملمس ، كجلد الأرنب ، رفيق رقيق ، " والريح ريح زرنب " ، الزرنب : نبات طيب الرائحة ، وهذا أدب ينبغي أن نتعلمه ، فينبغي على الرجل والمرأة أن يحرصا على أن تكون روائحهما طيبة ، ومن الأشياء المنفرة التي هدمت بيوت بسببها هذا الموضوع.. والرسول عليه الصلاة والسلام كما رواه الإمام مسلم عن شريح بن هانئ قال: قلت لـعائشة : " بأي شيء كان النبي صلى الله عليه وسلم يبدأ إذا دخل بيته ؟ قالت : بالسواك " ، فأول ما يدخل البيت يستاك ، وهذا نوع من إزالة الرائحة الكريهة التي يمكن أن تكون في الفم، فالإنسان ينبغي عليه أن يحرص على هذا، فهذه المرأة تمدح زوجها بأنه طيب العشرة ، ولم يفتها أن تصفه بطيب الرائحة . | |
|
Admin صاحب الموقع
عدد الرسائل : 326 العمر : 33 العمل/الترفيه : البورصة رقم العضوية : 1 اعلام الدول : المزاج : المهنة : الهواية : كيف تعرفت علينا : اخر تاريخ التسجيل : 09/07/2008
| موضوع: رد: حديث جميل جدا للمتزوجين والمقبلين (حديث أم زرع) السبت أغسطس 16, 2008 1:43 pm | |
| خبر المرأة التاسعة وقالت التاسعة : " زوجي رفيع العماد ، طويل النجاد ، عظيم الرماد ، قريب البيت من الناد " ، وهي أيضاً تمدحه.. " رفيع العماد " أي : طويل ، لكن هناك فرق بينه وبين العشنق ، فهذا طويل وهذا طويل ، لكن شتان بين طويل وطويل ، فهذا رجل رفيع العماد ، طويل ، ذو هيئة حسنة ، " طويل النجاد " ، النجاد : هو جراب السيف ، فهذا رجل عندما يلبس السيف يكون الجراب الخاص به طويلاً ، وهذا أمر يمتدح به . خبر المرأة العاشرة وقالت العاشرة : " زوجي مالك ، وما مالك ! " ، أي : اسمه مالك ، ثم قالت : " وما مالك ! " أي : هل تعرفون شيئاً عن مالك ؟ " مالك خير من ذلك " ، مالك خير من كل ما يخطر ببالك ، وهذا مدح عالٍ ، " له إبل كثيرات المبارك ، قليلات المسارح " ؛ لأنه يتوقع أن يأتيه الضيوف ، فلا يجعل الغلام يسرح بكل الإبل ؛ لئلا يأتي الضيف فلا يجد شيئاً يذبحه ، " له إبل كثيرات المبارك" باركة باستمرار ، " قليلات المسارح " قلما يسرحها ، " إذا سمعن صوت المزهر " ، وهي الإبل التي في الزريبة ، إذا سمعن صوت المزهر ، " أيقن أنهن هوالك " ، يعرفن أن إحداهن ستذبح ، فإذا سمعن هذا الصوت علمن أن الضيف وصل ، والرجل يحيي الضيوف ، ويستقبلهم بالطبل البلدي ، فيعرف الجمل الذي بالداخل أنه سينحر ؛ لأنه قد حل ضيف . والمرأة الأخيرة هي بيت القصيد ، وهي أم زرع التي سمي الحديث بها قالت أم زرع : " زوجي أبو زرع فما أبو زرع ! " ، هل تعرفون شيئاً عن أبي زرع ؟ . وحيث إننا لا نعرف شيئاً عن أبي زرع، فهي تعرفنا من هو أبو زرع. تقول : " أناس من حلي أذني ، وملأ من شحم عضدي " . هذا كله غزل ، " أناس من حلي أذني " : النوس يعني الاضطراب والحركة ، ومنه الناس ؛ لأنهم يتحركون ذهاباً وإياباً . ومنه الحديث الذي في البخاري ، قال ابن عمر: " دخلت على حفصة ونوساتها تنطف" ، النوسات : هي الظفائر ، تنطف : يعني تقطر ماء ، فقد كانت مغتسلة ، وإنما سميت الظفيرة بهذا الاسم لأنها تتحرك إذا حركت المرأة رأسها . " أناس من حلي أذني ": أي: ألبسها ذهباً في آذانها ، وهي تتحرك، فالذهب يتحرك في آذانها بعدما كانت خالية ، فهي الآن تحمل ذهباً في كل أذن . " وملأ من شحم عضدي " : بدأت المرأة بالذهب لأنه أهلك النساء ، الأحمران : الذهب والحرير ، فالنساء عندهن شغف شديد بالذهب ، " وملأ من شحم عضدي " ، تريد أن تقول : إنه كريم .. يعني أنه أخذها نحيلة والآن امتلأت . " وبجحني فبجحت إلي نفسي " ، يقول لها: يا سيدة الجميع ! يا جميلة ! يا جوهرة ! حتى صدقت ذلك، من كثرة ما بجحها إلى نفسها ، " فبجحت إلى نفسي " : أي : فصدقته ، مع أنها قالت : "وجدني في أهل غنيمة بشق" ، يعني : شق جبل ، أي أنها كانت تعيش في حارة بشق ، وفي بعض الروايات الأخرى " بشق " : يعني كانت تعيش بشق الأنفس ، فقيرة فقراً مدقعاً تقول : " وجدني في أهل غنيمة " ، غنيمة : تصغير غنم ، أي أن حالتهم كانت كلها كرب ، حتى الغنم صار غنيمة ، دلالة على حقارة المال . قالت : " وجدني في أهل غنيمة بشق " ، فنقلها نقلة عظيمة ، " فجعلني في أهل صهيل وأطيط ودائس ومنق " ، هذه نقلة كبيرة من أهل غنيمة بشق، نقلها إلى " أهل صهيل " : أصحاب خيل ، " وأطيط " : أصحاب إبل ؛ لأن الخف الخاص بالجمل لين، فعندما يكون محملاً حملاً ثقيلاً تسمع كلمة : أط أط أط، خلال مشيه ، فهذا يسمى أطيطاً ، والإبل كانت من أشرف الأنعام عند العرب، " ودائس " أي : ما يداس ، وهذا كناية عن أنهم أناس أهل زرع فلاحون، فإن الزارع بعد حصد الزرع يدوس عليه بأي شيء حتى يخرج منه الحب ، فهو كناية عن أنهم أهل زرع . " ومنق " : المنق : هو المنخل ، فالعرب ما كانوا يعرفون المنخل إنما كان يعرفه أهل الترف ، تقول عائشة - رضي الله عنها - : " ما رأى النبي صلى الله عليه وسلم منخلاً بعينيه " ، فقال عروة : " فكيف كنتم تأكلون يا خالة ؟ فقالت : كنا نذريه في الهواء " ، فالتبن يطير في الهواء، والذي يبقى مع الشعير يطحنونه كله ويأكلونه، والنبي عليه الصلاة والسلام كما قالت عائشة : " مات ولم يشبع من خبز الشعير " ، ليس من خبز القمح ، فإن القمح هذا لم يأكلوه أبداً! تقول : وما أكل خبزاً مرققاً " . فكلمة " منق " فيها دلالة على الترف ، فعندهم من كل المال ، فهم أغنياء ، عندهم خيل وإبل وزرع ، وعندما يأكلون عندهم منخل ؛ لأنهم كانوا لا يفصلون التبن عن الغلة ، فيطحنونها دقيقاً يسر الناظرين . " فعنده أقول فلا أقبح " تقول : مهما قلت فلا أحد يجرؤ أن يقول لي : قبحك الله .. فقد كان عزها من عز الرجل ومكانتها من مكانته، فلا يستطيع أحد أن يرد عليها بكلمة . " وأرقد فأتصبح " : تنام حتى وقت الضحى، وهذا يدل على أنه كان معها خدام ؛ إذ لو كانت تعمل بنفسها لما كانت تنام بعد صلاة الفجر ، وهذا كسائر نسائنا ؛ لأنه بعد صلاة الفجر يريد الأولاد أن يذهبوا إلى المدارس ، وتريد أن تصنع الطعام لهم ، والرجل سيخرج إلى العمل ، فتعمل باستمرار ، فإذا كانت تنام حتى تشرق الشمس وترسل سياطها إلى الأرض وهي نائمة ، فمعنى ذلك أن هناك خدماً يكفونها المؤنة . " وأشرب فأتقمح " : وفي رواية البخاري : " فأتقنح " ، بالنون ، وهناك فرق بين اللفظين ، أما لفظ " فأتقمح " فإنه يقال : بعير قامح ، أي إذا ورد الماء وشرب ثم رفع رأسه زهداً في الشرب بعد أن يروى، فهي بعدما تشرب العصير، تترك نصف الكأس؛ لأنها قد ارتوت، وأما " أتقنح " أي : تشرب وتأكل تغصباً ، فتأكل حتى تشبع ، فيقال لها : كلي، فتتغصب الزيادة ، وهذا لا يكون إلا إذا كان هناك دلال وحب .
فقولها : فأتقمح أو أتقنح فيه دلالة على أنها تترك الأكل والشرب زهداً فيه لكثرته ، فجمعت بين التبجيح والتعظيم الأدبي وبين الكرم. | |
|
Admin صاحب الموقع
عدد الرسائل : 326 العمر : 33 العمل/الترفيه : البورصة رقم العضوية : 1 اعلام الدول : المزاج : المهنة : الهواية : كيف تعرفت علينا : اخر تاريخ التسجيل : 09/07/2008
| موضوع: رد: حديث جميل جدا للمتزوجين والمقبلين (حديث أم زرع) السبت أغسطس 16, 2008 1:43 pm | |
| وصف أم أبي زرع ثم قالت : " أم أبي زرع فما أم أبي زرع! " وهي عمتها ، فلم تذكر عنها شيئاً من الكلام الذي نسمعه حول العمات وما إلى ذلك ، بل قالت : أم أبي زرع فما أم أبي زرع .. هل تعلمون شيئاً عنها ؟ هذه السيدة الفاضلة ، وهذا على القاعدة : حبيب حبيبي حبيبي ، فالمرأة عندما تحب زوجها ، تدين لأمه بالفضل أنها أنجبته ، وهذه منة في عنق الزوجة للأم أنها أنجبت مثل هذا الإنسان . " عكومها رداح " الرداح : هو الواسع ، يردح : أي : يطيل في الكلام، ويتوسع في المقالة ، والعكوم : هي الأكياس التي تخزن فيها الأطعمة ، فمثلاً : عندما تخزن الأرز لا تخزنه في كيس صغير ، بل تخزنه في كيس قطن ، فقولها : " عكومها رداح " فيه دلالة على أن البيت كله خير ، وبيتها فسيح ، ومن المعروف أن اتساع البيت أحد النعم . وصف ابن أبي زرع ثم قالت : "ابن أبي زرع ، فما ابن أبي زرع! " يفهم من هذا أن أبا زرع كان متزوجاً ، قبل ذلك .. " ابن أبي زرع فما ابن أبي زرع، مضجعه كمسل شطبة ، ويشبعه ذراع الجفرة " ، مسل الشطبة : عندما تأتي بجريدة النخل وتأخذ منها سلخة للسكين ، السلخة هذه هي السرير الخاص به، فهذا الولد نحيف ، لكن عضلاته مفتولة ، والإنسان النحيف مع قوة ممدوح عند العرب ؛ لأن هذا ينفع في الكر والفر ، فهذا مدح تمدح به الولد ، تقول : إنه مفتول العضلات وليس بديناً ، ولا صاحب كرش عظيم ؛ بل سريره كمسل شطبة ، فتستدل على جسمه بسريره الذي ينام عليه ، وإلا فمسل الشطبة لا يكفي واحداً ثقيلاً بديناً . " ويشبعه جراع الجفرة " : الجفرة : هي أنثى الماعز الصغيرة ، فلو أكل الرجل الأمامية للشاة فإنه يشبع ، مع أن هذه لا تكفي الواحد ، ومع ذلك فإن هذا الولد يشبع إذا أكل ذراع الجفرة ، وهذه صفات ممدوحة عند الرجال ، بخلاف النساء . وصف بنت أبي زرع ولما جاءت تصف بنت أبي زرع قالت : " بنت أبي زرع فما بنت أبي زرع ! ، طوع أبيها وطوع أمها " ، أي : مؤدبة ، " وملء كسائها " مالئة ملابسها ، وهذا مستمدح في النساء بخلاف الرجال ، " وغيظ جارتها " : الجارة هي الضرة ، فقد كان زوجها متزوجاً اثنتين أو أكثر " فغيظ جارتها " أي : من جمالها ، وأنها ملء كسائها ، وبذلك تغيظ جارتها . وصف جارية أم زرع قالت : " جارية أبي زرع ، فما جارية أبي زرع ! " ، والمرأة من حبها للرجل تذكر كل شيء حتى الجارية ، قالت : " لا تبث حديثنا تبثيثاً " ، فأي شيء يحصل في البيت لا يعرف به أحد من الخارج ، فهي أمينة لا تنقل الكلام ، " ولا تنقث ميرتنا تنقيثاًَ " ، أي : لا تبذر في الطعام ، فلا تجد مثلاً الأرز ملقى على الأرض ، فهي امرأة مدبرة ، تخاف على المال ، " ولا تملأ بيتنا تعشيشاً " أي : البيت ليس فيه زبالة ، كعش الطائر، فعش الطائر عبارة عن ريش وحشيش وقش وحطب ، فتقول : بيتنا ليس كعش الطائر ، إنما هو بيت نظيف . وفي بعض الروايات خارج الصحيحين : " وظلت حتى وصفت كلب أبي زرع " ، فالكلام هذا كله غزل ، والغزل هنا مستحب ، ولا أقول : غزل عفيف ، إنما هذا غزل مستحب ؛ إذ هي تتغزل في زوجها ، وتعدد فضائل زوجها ، وتشعر بنبرة الحب عالية في كلام المرأة . قالت : " فخرج أبو زرع والأوطاب تمخض " ، كان الوقت ربيعاً ، واللبن كثير ، والناس يحلبون لبنهم ، وفي هذا الوقت خرج أبو زرع " فلقي امرأة معها ولدان لها كالفهدين " معها اثنان من الأولاد في منتهى الرشاقة ، " يلعبان من تحت خصرها برمانتين" ، فأعجبه هذا المنظر ، فقال : هذه المرأة لابد أن أضمها إلي ، فضمها إليه ، لكن ما الذي حصل ؟ قالت : " فطلقني ونكحها "، لأنه لايبقي عنده إلا امرأة واحدة ، رجل يحب التوحيد!! . الزوج الثاني بعد أبي زرع قالت : " فنكحت بعده رجلاً ثرياً " ، من ثراة الناس وأشرافهم ، " ركب سرياً " ، السري : نوع جيد من أنواع الخيل ، كان الأغنياء يركبونه ؛ لأنه كان مفخرة عندهم ، وحتى تكتمل صورة الأبهة قالت : " وأخذ خطياً " ، الخطّي : هو الرمح ، فهو واضع تحت إبطه رمحاً وراكب على الخيل ، متعجرفاً ومهيباً . وفاء أم زرع لأبي زرع تقول : " وأراح علي نعماً ثرياً " ، أي : أعطاها مالاً وفيراً ، " وأعطاني من كل رائحة زوجاً " ، وفي رواية : " وأعطاني من كل ذابحة - أي: ما يصلح أن يذبح - زوجاً ، وقال : كلي أم زرع وميري أهلك " ، أي : وأعطي أهلك أيضاً ، فهذا الرجل ليس فيه أي عيب ، إلا أن المرأة تقول : " فلو أني جمعت كل شيء أعطانيه ما بلغ أصغر آنية أبي زرع " . فانظر إلى هذا الوفاء ! مع أن المرأة المطلقة لا تكاد تذكر لزوجها السابق حسنة، وهذا الرجل لم يقصر في حقها ، بل قال لها : " كلي أم زرع وميري أهلك " ، أنفقي على أهلك ، لكنها تقول : " فلو أني جمعت كل شيء أعطانيه ما بلغ أصغر آنية أبي زرع " . " فهل تجدون في هذا الكون أمرأة بمثل أم زرع لأبي زرع " | |
|