عروس الأقصى وزهرة الوطن .. الطفلة الشهيدة إيمان حجو

[url=http://www7.0zz0.com/2008/08/19/13/964738739.jpg] عروس الأقصى وزهرة الوطن .. الطفلة الشهيدة إيمان حجو 964738739

[/url]

إنتظرت ألام طويلاً .. سنوات .. تدعو الله بطفلٍ ذكر أو أنثى ..
يملأ عليها فراغها ..
لعل ذلك المولود القادم ينسيها قليلاً .. مما تراه من أهوال
الصبر والمعاناة .. في ظلّ الإحتلال الغاشم ..
كباقي حال الشعب الفلسطيني .. على أرض الوطن ..

فاستجاب الله لدعاء الأم الثكلى ..
وجاءت إيمان .. ليفرح الجميع بقدوم ذاك الوافد
الجديد .. أملاً .. ببزوغ بُرعم ٍ جديد ..
يخرج .. باتجاه الشمس .. معلناُ ..
قدوم فجر جديد .. بجيل ٍ جديد ..

حظيت إيمان باهتمام .. الأسرة .. وخصوصاً
بإنها المولود الأول .. بعد طووول إنتظار ..
فكانت .. ولادتها .. على أرض فلسطين ..
لتصبغ قبلة الوطن .. على جبين فتاة .. صغيرة ..
بدأت .. تكبر رويداً .. رويداً .. شهراً.. شهراً ..
يعدّون أيامها باليوم .. واللحظة ..
فتفتحت تلك الزهرة .. وهي بعمر الزهور ..

إذا ضحكت .. تلك الزهرة .. وهي لا تملك من العمر
إلا قليلاً .. ملأت ضحكتها .. حجرتها ..
تخرج تلك الضحكة .. من عمق الجدار .. لتتحدى
غطرسة المحتلّ خارج أسوار مدينتها (حجرتها)
ظنّت وبرغم صغرها ..
بضحكتها .. مقاومة ..
بضحكتها .. يتعجّب الجلاد ..
كيف تضحك .. وهي أسيرة .. وطن اسير ؟؟
كيف تضحك .. ونحن من حكمنا عليها بالإعدام ..؟؟
فلا كبير .. ولا صغير .. كلكم في مرمى بندقيتي ..
ومع ذلك .. كانت في ضحكتها .. عنفوان زهرة ..
وأنوثة طفلة ..

وضعت الام طفلتها .. في سريرها .. لتغفو ين أحضان الوطن ..
وذهبت لتحضّر .. طعامها ..
ظنّاً منها بإنها .. طفلة صغيرة لا تدرك ما يدور حولها ..
أو ما يجووول في عالمها ..
وما علمت أن الأرض .. تفطم صغارها .. منذ الصغر ..
وتزرع فيهم مشروع شهادة .. قبل الشهادة ..

سمعت الأم دويّ إنفجار .. فتسمّرت على النافذة لترى بيت
جيرانها .. يحترق .. وافاقت من تسمّرها .. على صوت
صراخ طفلتها .. فتلك قذيفة أخرى سقطت على حجرة إيمان ..
وعندها أصيبت تلك الزهرة .. إيمان حجّو .. إبنة إثنتي عشرة
شهراً .. لتفارق عالمنا على الفور ..
لترتقي إلى العلا .. وبين أحضان الوطن ..
فهل هذا قدرها .. أم هو نداء الوطن .. ؟؟
فلبّت النداء .. ؟؟

أما الأم .. أصيبت بشظية .. سقطت على أثرها فاقدة الوعي ..
لتصحو بعدها .. وتجد إبنتها فارقت الحياة ..
دون الوداع .. أو دون قبلة الأم .. أو حتى قبلة الوطن ..
لتصرخ الأم الثكلى بأي ذنب قتلت .. ؟؟

من القاتل .. ؟؟
ذاك الغاصب .. أم ذلّنا وعجزنا وصمتنا .. ؟؟؟